الشهر الأول
بما أن الإلقاح يحدث عادة بعد أسبوعين من توقف الطمث ( الدورة الشهرية ) لذلك يأتي موعد الولادة بعد أسبوعين تقريباً من فترة الحيض المحسوب - ويجب أن نذكر هذه العلامة حين ندرس كيفية نمو الجنين شهراً بعد شهر - علماً بأن الأطباء يعتمدون على حساباتهم على الأشهر القمرية ( 28 يوماً ) المطابقة لدورة الحيض
وخلال الشهر الأول يُطلق على البويضة الملقحة اسم " مضغة " وتكون هذه المضغة بطول نصف سنتيمتر تقريباً - وتظهر بشكل ملتو على نفسه إلى حد يلامس الرأس فيه الذنب ( كدودة ملتفة حول نفسها ) هذا الالتواء هو العمود الفقري الذي في أحد طرفيه يظهر الرأس ضخماً جداً ( ثلث المضغة ) ويبقى ضخماً طيلة فترة الحمل بالنسبة لطول الجسد - وتبقى هذه النسبة إلى حين الولادة - ولكن بدرجة أقل من الثلث - أما الطرف الآخر فهو نهاية العمود الفقري - أي الذنب
عملية الإنقسام
والتي تبدأ منذ تعشيش البويضة المُلقحة في جدار الرحم.. تنقسم خلايا الجنين المزروعة في بطانة
الرحم والتي تسمى في هذا التوقيت " جذيعة " إلى ثلاث طبقات تشكّل فيما بعد أعضاء وأنسجة الجنين - و تبرز عند طرفي الرأس طبقتان من النسيج ستتخذان في المستقبل شكل الأذنين
في الطبقة العليا يتكون الأنبوب العصبي والذي منه سوف ينمو الدماغ والعمود الفقري والحبل النخاعي والأعصاب - فيما بعد
وفي الطبقة المتوسطة يظهر القلب والدورة الدموية .. أما الطبقة الثالثة فتشمل الرئتين والأمعاء ومنشأ الجهاز البولي
وأثناء هذا تباشر المشيمة والزغابات المشيمية والحبل السرّي ( الذي ينقل الأوكسجين والغذاء إلى طفلك )- تباشر تأدية وظائفها
في ختام الشهر الأول ( أربع أسابيع ) : إن العضو الذي سيصبح قلباً في المستقبل - يظهر على شكل أنبوب مستطيل - ينبض بانتظام دافعاً الدم في الشرايين المتناهية في الصغر - ويظهر الجهاز الهضمي بشكل أنبوب يصل الفم باتساع في المعدة - وقد نرى بداية الأمعاء كما تظهر الأطراف بشكل براعم صغيرة - معلقة على طرفي المضغة كجناحي الطير
كل هذه الأمور تكون في نهاية الشهر الأول من الحمل
الشهر الثاني
في هذا الشهر تبدأ المضغة بالتحول إلى شكل إنساني - ويصبح اسمها جنيناً - ويتخذ الوجه فيه شكل وجه الإنسان تقريباً - وتظهر اليدان والرجلان والأصابع ويصبح للجنين ذيل كامل التكوين - ويكون البطن منتفخاً نتيجة لسرعة نمو الأحشاء الداخلية
وفي هذا الشهر يصبح طول الجنين أربعة أضعاف طوله في الشهر الأول - أي 2.5 سم .. و وزنه جرام تقريباً - أما الأعضاء التناسلية فإنها تظهر بوضوح ولكن بدون القدرة على التمييز بين الأنثى والذكر - ويكون الذنب قد وصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه من طول وفي أواخر الشهر يبدأ بالاضمحلال ومن بعدها يختفي كلياً كما تبدأ العظام في التكوين
الشهر الثالث
في نهاية الشهر يصل طول الجنين إلى سبعة سنتيمترات ونصف و وزنه إلى ثلاثين جراماً
وفي هذا التوقيت تكون المشيمة قد تكونت وكذلك الأغشية التي تكون كيساً يحتوي على سائب يسبح فيه الجنين
أما الأصابع فإنها تنفصل فيما بينها وتبدو الأظافر كغشاء رقيق - ويبدأ تكوين الأسنان الأولية والأمكنة المعدة لها في الفك .. والكوتين اللتين تباشران بفرز القليل من البول الذي يمر إلى المثانة فـ إلى السائل الأمينوسي .. إن حركة الجنين قد تبدأ في أواخر هذا الشهر - ولكنها خفيفة قد لا تشعر بها الأم - وهنا يبدأ البطن بالتضخم وتشعر الأم بأن الحزام الذي كانت تستعمله قد أخذ في الضيق.
الشهر الرابع
يصبح طول الجنين ستة عشر سنتيمتراً - و وزنه مئة وعشرين جراماً
ويتميز جنسه بوضوح (ذكر أم أنثى ) ويكبر الرأس ويظهر عليه الشعر ويبدو على الجلد شعر وبري ناعم - وتشعر الأم بحركة جنينها بعض الشئ وقد لا تشعر بهذه الحركة في هذا الوقت
ومنذ ابتداء هذا الشهر - تعود الحامل إلى حالتها الطبيعية دون أن تشعر بالغثيان والتقيؤ - ويجب لفت النظر إلى إنه لا يجوز إطلاقاً في هذا الشهر إجراء عملية الإجهاض مهما كانت الأسباب - نظراً لتضخم الرحم ولخطورة القيام بهذه العملية بالنسبة للأم اللهم إلا إذا قرر الطبيب ذلك وكانت لديه تبريرات - ترجح كفة الحسنات على السيئات
الشهر الخامس
في هذا الشهر يصبح طول الجنين خمسة وعشرين سنتيمتراً و وزنه مائتين وأربعين جراماً - وتبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين - ولأول مرة يصبح بوسع الطبيب أن يستمع إلى نبضات قلب الجنين
إن حفظ تاريخ الحركة مهم جداً بالنسبة للطبيب - إذ يساعده على تحديد موعد الولادة بدقة أكثر بفضل الله
أما إذا ولد الجنين في هذا الوقت - فإن رئتيه تبدأن بالتنفس القليل لأنهما تكونان غير ناضجتين بعد وغير مهيأتين للتكيف مع بيئة خارج الرحم - لذلك فهو يعيش لساعات ثم يموت
الشهر السادس
في أواخر هذا الشهر يصبح وزن الجنين حوالي 600 جرام وطوله 31 سنتيمتراً تقريباً ويصبح صورة مصغرة للطفل العادي - ولكن جلده يبقى مجعداً وأحمر اللون ولا يحتوي على أية كمية من الدهن تحته
وإذا ما وُلد هذا الجنين في هذا الوقت فإنه يستطيع التنفس بحرية - ولكنه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة أكثر من بضع ساعات - إلا في حالات نادرة جداً
الشهر السابع
يصبح طول الجنين 38 سنتيمتراً و وزنه حوالي الكيرو جرام الواحد .. وإذا وُلد في هذا الوقت يكون الأمل في أن يعيش - ضئيلاً جداً - ولا يتعدى واحداً على عشرة خاصة إذا لم يُكمل الثمانية والعشرين أسبوعاً من عمره - وبعد هذه المدة تصبح إمكانية بقائه على قيد الحياة أكبر
إن الفكرة الشائعة بين الناس - والتي تقول إن الطفل الذي يولد في الشهر السابع له أمل بالحياة أكثر من الطفل الذي يولد في الشهر الثامن - هي فكرة خاطئة جداً - وهي خرافة قديمة تعود إلى أيام الأغريق - حين كان أطباؤهم يعتقدون بأن الجنين يولد بمجهوده الشخصي ودون مساعدة أحد وكانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت أن الجنين يحاول الخروج من الرحم في الشهر السابع - فإذا استطاع ذلك - كُتبت له الحياة وإلا فإنه سيعاود الكرة في الشهر الثامن - فإذا نجح في هذه المهمة فإنه يكون بحالة شديدة من التعب والإعياء بسبب المحاولتين الأولى والثانية اللتين قام بهما - لذلك فإن احتمال بقائه على قيد الحياة هو أضعف مما لو نجح في المحاولة الأولى
وفي هذا الشهر تظهر حركة الجنين بوضوح بحيث يمكن رؤية تأثيرها من الخارج
وقد يتخذ ( غالباً ) الجنين الوضع النهائي الذي سيولد به - وفي العادة يكون الرأس متجهاً إلى الأسفل
الشهر الثامن
في هذا الشهر يبلغ طول الجنين 41 سنتيمتراً ويبلغ وزنه 1750 جراماً - وأمله بالعيش كبيراً جداً بفضل الله - إذا ولد في هذا الوقت
أما الحامل فلا يطرأ عليها اختلاف في الأحاسيس الجسمانية ولا في المشاعر العاطفية - باستثناء ما يمكن أن يحدث من إدراكها بأن مرحلة الحمل توشك أن تنتهي
وتزداد في هذا الشهر الحاجة إلى الحديد والكلس - لأن الجنين سيصبح كاملاً من حيث الأجهزة الجسمانية بكامل تفرعاتها - وكم هي بحاجة إلى هاتين المادتين ( الحديد والكلس) اللتين يأخذهما الجنين منها عن طريق المشيمة ( الخلاص ) ويجب أن نعلم بأن الجنين يصبح قادراً في هذا الوقت على الرؤية والسمع - ولكنه يسبب لوالدته حاجة ماسة لتلقي المزيد من الأوكسجين - كما قد يسبب لها بطريقة أو بأخرى تسارعاً في التنفس ولهاثاً واضحاً و زرقة في الشفتين وفي أطراف الأصابع وألماً في الصدر وتسارعاً في دقات القلب .. فإذا حدث شئ من هذا - فيجب عرض الأمر على الطبيب فوراً لمتابعة التطورات و تجنب أي مشاكل لا قدر الله
الشهر التاسع
في هذا الشهر يصبح وزن الجنين حوالي 3 كيلو جرام - وطوله حوالي 50 سنتيمتر - ويكون متوسط وزن الذكور أعلى من متوسط وزن الإناث
وتكون الولادة سليمة في أي وقت من هذا الشهر - لأن الرئتين قد استكملتا نموهما ونضجهما وكذلك جميع أعضائه الداخلية
وفي هذا الشهر يقل إحساس الحامل بحركات جنينها - وذلك بسبب استقرار الجنين في منطقة الحوض - التي هي بعيدة عن إحساس الأم بها - ولكن الإفرازات المهبلية التي تحتوي على مقادير أكبر من السوائل المخاطية - الممزوجة بالدم - تزداد بشكل ملحوظ
وترتاح الأم من حيث التنفس بسبب انحدار الجنين إلى منطقة الحوض - ويزداد عدد مرات التبول - وتقل راحتها اثناء النوم - وتشعر بالتقلصات المؤلمة من حين لآخر خاصة عند اقتراب موعد الولادة
كيف يموت الجنين في الرحم لا قدر الله ؟
من الأسباب التي تؤدي إلى موت الجنين في الرحم
تعارض فئتي الدم عند الأب والأم .. إيجابي - سلبي
تسمم الجنين بالأدوية أو بالمواج السامة التي تتناولها الأم عن عمد أو عن خطأ ودون إعلام الطبيب بهذا الأمر
اللكمات القوية والضربات العنيفة التي يتلقاها الجنين من الخارج في ظروف صعبة وقاهرة تتعرض لها الأم
إصابة الأم بأمراض خطيرة كارتفاع ضغط الدم - فقر الدم - مرض السكر - الكوليسترول - الأمراض القلبية المتنوعة
إصابة الأم بأمراض سارية أو جرثومية - تستطيع الوصول إلى الجنين عبر المشيمة
فتؤدي إلى موته كـ : الحصة - كريب - إنفلونزا - شلل - تيفوئيد - حمى .
كثرة التدخين
الإدمان على المخدرات
كثرة تعاطي المشروبات الكحولية
نقص في التغذية طوال مدة الحمل
نصائح للحامل
تجنب التعرض للضربات العنيفة واللكمات القاسية
تجنب السقوط على الأرض
الامتناع عن لبس الأحذية العالية التي تساهم في السقوط أو الضيقة التي تسبب الانزلاق وبالتالي السقوط على الارض
عدم قيادة السيارة - وعدم التنقل بالسيارة خاصة إذا كانت الطرقات ملتوية و وعرة والمسافات طويلة ومتعبة
تجنب الإصابة بعدوى الأمراض كـ الكريب - الإنفلونزا - الحصبة الألمانية - الشلل - التيفوئيد .
عدم تناول اللحم النئ - لأنه قد يحتوي على جرثومة خبيصة قد تساهم في موت الجنين
عدم تناول أي دواء دون موافقة الطبيب - خاصة الأدوية المسكنة وكذلك الأدوية المضادة للالتهابات
عدم التدخين أو الإقلال منه ما أمكن خلال الحمل
عدم الإكثار من تناول المشروبات الكحولية أثناء الحمل - وإذا كان بالإمكان الابتعاد عنه فلا بأس بذلك
عدم التعرض للأشعة
معالجة الأمراض التي قد تُصاب بها كي لا تؤثر على حياتها - وبالتالي على حياة الجنين : كمرض السكر - ارتفاع ضغط الدم - الغدد الصماء .. وذلك قبل فترة الحمل وخلالها وبعدها - نظراً لخطورة هذه الأمراض
تحديد فئة الدم لدى الزوج والزوجة - للوقوف على توافق فئتي الدم أو تعارضهما - ولا يخفى على أحد أن تعارض فئتي الدم يؤدي إلى موت الجنين في الرحم قبل أن يولد